"الأونروا" تطلق نداءً لجمع 24 مليون دولار لاستعادة الخدمات بمخيم جنين
"الأونروا" تطلق نداءً لجمع 24 مليون دولار لاستعادة الخدمات بمخيم جنين
أطلقت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى "الأونروا" نداء، للحصول على 23.8 مليون دولار من أجل تمويل استجابتها الطارئة متعددة القطاعات، وذلك في أعقاب العملية العسكرية الإسرائيلية واسعة النطاق في مخيم جنين للاجئين.
ووفقا لما نشره الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، أسفرت العملية العسكرية الإسرائيلية- التي استمرت يومين- عن مقتل 12 شخصا، من بينهم أربعة أطفال، وإصابة 140 آخرين، وقد أُجبر ما لا يقل عن 3500 لاجئا فلسطينيا على الفرار من منازلهم خلال العملية العسكرية فيما تضرر ما يقرب من ألف منزل في المخيم.
وتعرضت البنية التحتية المدنية في المخيم لأضرار جسيمة، حيث أصاب الدمار تسعة كيلومترات من شبكات المياه والصرف الصحي، وتم تدمير نحو أربعة كيلومترات من الطرق.
وأصيبت عدة مرافق تابعة للأونروا في المخيم بأضرار، كما تعرض مركز الأونروا الصحي -وهو المركز الوحيد المتوفر في المخيم- لأضرار بالغة وهو الآن خارج الخدمة.
وقال مدير شؤون الأونروا في الضفة الغربية، آدم بولوكوس: "مرة أخرى، نحن بحاجة إلى الدعم لاستعادة الخدمات الأساسية في مخيم جنين للاجئي فلسطين، ومساعدتهم على إعادة بناء حياتهم وسبل عيشهم".
وأضاف بولوكوس: "لقد بدأنا في تلقي التعهدات، بما في ذلك تعهد سخي للغاية من دولة الإمارات العربية المتحدة، ولكننا بحاجة إلى المزيد من الأموال حتى نتمكن من استعادة الخدمات الأساسية، مثل التعليم والرعاية الصحية الأولية، والمعونات النقدية الطارئة والإيواء للأسر المتضررة".
وشدد المسؤول في وكالة الأونروا على ضرورة "معالجة احتياجات الصحة النفسية من خلال الدعم النفسي الاجتماعي للاجئي فلسطين والمستجيبين الأوائل".
وكان نائب المتحدث باسم الأمين العام، فرحان حق، قد حث الدول الأعضاء في المنظمة على زيادة تمويلها للاستجابة الإنسانية لدعم جهود الإعمار في جنين، خاصة أن النداء الإنساني لتلبية احتياجات أكثر من مليوني شخص في الأرض الفلسطينية هذا العام لم يمول إلا بنسبة 20% حتى الآن.
وقالت (الأونروا) إن التصعيد الأخير للعنف في مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية المحتلة خلّف خسائر في الأرواح وألحق أضرارا جسيمة بالبنية التحتية. قالت مديرة إدارة العلاقات الخارجية والاتصالات لدى الأونروا، تمارا الرفاعي، إن العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في جنين "كانت الأشد عنفا منذ أكثر من عقدين".
يذكر أن مخيم جنين هو واحد من بين 19 مخيما للاجئين الفلسطينيين في أنحاء الضفة الغربية، تؤوي الأشخاص الذين فروا أو أجبروا على ترك منازلهم في عام 1948.
وفي غياب حل سياسي، أصبح سكان هذه المخيمات لاجئين في أرضهم، ويعيش حاليا ما يقرب من 23 ألف شخص في مخيم جنين المكتظ على مساحة تقل عن نصف كيلومتر مربع.
وقالت مديرة الاتصالات في الأونروا: "تعرض مخيم جنين للاجئي فلسطين لأضرار جسيمة.. الشوارع مليئة بالركام.. انقطعت الكهرباء والمياه في معظم أنحاء المخيم.. تضرر مئات المنازل وبعضها غير صالح للسكن.
ونقلت عن زملائها قولهم إن "المقبرة ممتلئة في هذا المخيم المكتظ بالسكان، والناس لا يعرفون ماذا يفعلون".
ومن جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مؤتمر، إن "الغارات الجوية والعمليات البرية الإسرائيلية في مخيم مكتظ للاجئين كانت أسوأ أعمال عنف تشهدها الضفة الغربية منذ سنوات عديدة".
ودعا إسرائيل إلى التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك ضبط النفس والاستخدام المتناسب للقوة، والحد من الأضرار والإصابات واحترام الحياة البشرية والحفاظ عليها، وأضاف: "استخدام الغارات الجوية يتعارض مع سير عمليات إنفاذ القانون".
وتسببت العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين في أسوأ مستوى من الدمار منذ أكثر من 20 عاما.
ودعت الأونروا المانحين لدعم عملياتها، خاصة أن الوكالة تواجه تحديات مالية ضخمة تفاقمت بسبب الأزمة الأخيرة في جنين.